سلام المسيح نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى ان تستفيد من منتدانا المتواضع اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى من فضلك اضغط تسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سلام المسيح نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى ان تستفيد من منتدانا المتواضع اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى من فضلك اضغط تسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإيمان والعواطف الطبيعية

اذهب الى الأسفل

a3 الإيمان والعواطف الطبيعية

مُساهمة من طرف sylvia skafi2 الأحد 27 ديسمبر 2009, 9:31 am

حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته؟ .. املأ قرنك دُهنًا وتعال أرسلك إلى يسى البيتلحمي، لأني قد رأيت لي في بنيه ملكًا ( 1صم 16: 1 )



كان صموئيل مدعوًا أن يدخل إلى أفكار الله بخصوص شاول «حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته؟». إن الشركة مع الله تقودنا دائمًا إلى الخضوع لطرقه، فالعواطف البشرية تبكي على العظمة الساقطة، أما الإيمان فيتمسك بحق عظيم وهو أن رأي الله ومشوراته التي لا تُخطئ هي تثبت، وهو يفعل كل مسرته ( إش 46: 10 ). فالإيمان لا يسكب دمعة واحدة على أجاج وهو يُقطع أمام الرب، ولا هو يستمر في البكاء على شاول المرفوض، لأن الإيمان دائمًا يسير في انسجام مع أفكار الله ويؤيده في كل ما يفعله. فهناك إذًا فرق كبير بين المشاعر الإنسانية والإيمان، فبينما تجلس الأولى لتنوح، نجد الأخير يقوم ليملأ القرن دهنًا.

ونحن نميل لأن نُحمل بالمشاعر المُجرّدة رغم أنها في غاية الخطورة، إذ على قدر ما هي ناتجة من الطبيعة الساقطة، فهي بذات القدر تسير في خط مُضاد لأفكار الله، وعلاجها الوحيد هو الاقتناع القوي العميق والراسخ بحقيقة ثبات قصد الله، الذي إذ يوضع أمامنا، نجد أن هذه العواطف الطبيعية تجف وتموت، بينما يحيا الإيمان ويزدهر في مناخ مقاصد الله، وهذا ما نتعلمه بشكل مؤثر من القول: «حتى متى تنوح ... املأ قرنك دهنًا وتعال أرسلك إلى يسى البيتلحمي، لأني قد رأيت لي في بنيه ملكًا».

ستظل الدموع تنهمر حتى يجد القلب راحة في المصادر الغنية التي يعدّها إلهنا العظيم. فالفراغات المختلفة التي تركتها الأحداث في القلب، لا يمكن أبدًا أن يملأها شيء إلا قوة الإيمان بهذه العبارة الثمينة «قد رأيت لي» ـ أي قد أعددت ورتبت، فهي تجفف الدموع وتُخفف الأحزان، وتملأ كل احتياج، ففي اللحظة التي تستريح فيها النفس على تدبير محبة الله، تنتهي كل التذمرات.

يا ليتنا جميعًا نعرف معنى جفاف دموعنا على ما فقدناه، وامتلاء قرننا بتدبير الله المُنعم والحكيم. وهذا شيء نادر، إذ من الصعب أن نرتفع تمامًا فوق حيّز الأفكار والمشاعر البشرية، حتى صموئيل أظهر تقاعسًا عن الركض في طريق الطاعة البسيطة للرب، إذ بينما يقول له الرب: «اذهب»، نجد صموئيل يُجيب: «كيف أذهب؟» سؤال غريب! لكنه يرسم لنا الحالة الأدبية لقلب الإنسان. والواجب أنه بمجرد أن يأمر الرب، يأخذ الإيمان طريق الطاعة القلبية دون حساب للمعوقات.

sylvia skafi2
مشرف عام
مشرف عام

عدد الرسائل : 912
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى