الولادة الجديدة
صفحة 1 من اصل 1
الولادة الجديدة
لنولد من جديد
سأل يوما أحدهم يسوع عن الخلاص، فكان الجواب الذي خرج من فمه المبارك ... إن لم تولد من جديد... !!!! ودون شك ليس المقصود العودة إلى بطن أمهاتنا لكي نعود للولادة من جديد، بل المطلوب أن نعود مجددا إلى الطفولة البريئة التي لم تدخل بعد في خضمّ الحياة المليئة بالأحداث والمشاكل التي تؤثر على الإنسان وتعمل على تغيير طبائعه وعاداته ليصبح إنسانا آخر مغايرا لذلك الذي ولدته أمه.
والولادة تعني مجيء إنسانا جديدا خاماً خاليا من كل الأدران، صافيا من كل ما تلحقه بنا هذه الدنيا المليئة بالمشاكل والأحداث التي تجعل الإنسان يزلّ أحيانا رغم كل ما يتقيد به لينأى بنفسه عن الشر ويتخلص من التجارب، لكن لابد أن تأتي التجارب، والمهم أن لا نكون سببا لكي تأتي هذه التجارب، وعلى يدنا!!!! أي أن لا نكون نحن سببا لمجيء هذه التجارب لأننا عندها سننال الويل والثبور ونستحق غضب الله، لتكون تلك اللحظات رهيبة نتمنى أن لا نواجهها ومن أجل ذلك يستلزم علينا أن نكون في حالة مراجعة مستمرة لكافة التفاصيل، بغية إستئصال الشر لحظة بدئه في حياتنا وهو في مهده قبل أن يستفحل ويصعب علينا استئصاله حينها إلا بجراحة قد لا تكون محمودة العواقب.
ومن أجل هذا سأل الشخص عينه يسوع له المجد لأن هاجسه كان عن كيف يخلص؟ فحصل على الجواب الذي لم يدرك معناه لأول وهلة فهو شيخ مسن فكيف له أن يعود إلى الولادة من جديد، متناسيا أنه حتى الطفل حديث الولادة لا يمكنه العودة إلى بطن أمه ليولد مجددا!!! بل ما قصده يسوع كان رمزيا بالأعمال وبالنيات التي ترضي الله وتفرحه وتفرح القريب، فمن يُسقي عطشانا كأس ماء بارد لن يضيع أجره في ملكوت السماوات، فإن كان هذا العمل البسيط بهذه الأهمية ، فكيف لمن يكسو عريانا أو يزور حبيسا أو مريضا ... فبهذه الأعمال يعود الإنسان إلى الينبوع وإلى ما تريده الإرادة الإلهية من الإنسان، وهذه العودة هي بمثابة الولادة الجديدة التي تنتج إنسانا إيجابيا على الأرض يكون عونا لأخوته الآخرين في ضيقاتهم وحاجاتهم ويعمل على مداواة الجروح تماما كما فعل السامري الصالح فبهذه الأعمال وما يشبهها يصبح القريب جزء من الإنسان ويكون ما يفعله لنفسه وذاته يفعله أيضا لقريبه، كما انه يعمل من أجل عودة الخطاة إلى الحضيرة المعدة من الله ويكون سببا بفرح ملائكة السماء.
فالولادة الجديدة لن تكتمل إلا بإتمام إرادة الله في حياتنا كلها؛ في الصباح والمساء، في الليل والنهار، في زماننا الحاضر بلحظاته كلها مستغفرين أياه عن اللحظات التي أضعناها سدى.
sylvia skafi2- مشرف عام
- عدد الرسائل : 912
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
مواضيع مماثلة
» معنى السنة الجديدة
» الترحيب بالعضوة الجديدة
» الترحيب بالعضو الجديدة
» : نداء الحياة الجديدة
» الترحيب بالعضوة الجديدة amaliyaso3
» الترحيب بالعضوة الجديدة
» الترحيب بالعضو الجديدة
» : نداء الحياة الجديدة
» الترحيب بالعضوة الجديدة amaliyaso3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى