توبة حقيقية
صفحة 1 من اصل 1
توبة حقيقية
توبة حقيقية
كان شابٌ في المدينةِ قد صنع شروراً كثيرةً، وكان منغمساً في الخطايا،
وبرحمةِ الله، أحسَّ بعد ذلك بكثرةِ خطاياه، فحبس نفسَه في قبرٍ لكي ما
يتوب عما صدر منه، وطرح وجهَه على الأرضِ وهو يقول: «لا ينبغي لي
أن أرفعَ نظري إلى السماءِ لكثرة خطاياي، ولا أن أذكرَ اسمَ الله بفمي
النجس، ولا أن أصلي». وكان يقول في نفسِه: «إني لا أستأهل السُكنى مع
الناسِ الأحياء، ولكن مع الموتى». فحبس نفسَه في القبرِ وهو يائسٌ من
الحياةِ، وكان يتنهد من وجعِ قلبهِ، فلما انقضى أسبوعٌ وهو على هذه الحال،
أتاه بالليلِ أجنادُ الشياطين وهم يصيحون قائلين: «أين ذلك النجس الذي لم
يشبع من الدنس، هل يريد الآن أن يصير نصرانياً؟ ألا تنطلق بعجلةٍ من
ههنا، لأن الزناةَ والخمارين أصحابك يتوقعون حضورك إليهم، فاطرح عنك
هذا الأمرَّ البطال، فما الذي يحملك على أن تقتلَ نفسَك أيها الأرعن، إنما أنت
بجملتك لنا وقت وهبت لنا حياتك بعهودٍ، فأنت غريمٌ لنا، لماذا تهرب منا؟ ألا
تردَّ علينا جواباً؟ ألا تقوم وتذهب معنا»؟ أمَّا هو، فمن وجعِ قلبهِ لزم
السكوتَ، فلما كثُرَ عليه الكلامُ ولم يجبهم، حينئذ بدءوا يضربونه،
واستمروا يضربونه حتى مزَّقوا جسَده، فلم يستطع أن يتحركَ، كما لم
يقدروا أن يُزيغوه عن فكرِه الصالح. فتركوه مثل ميتٍ وانصرفوا وهو في
تنهدٍ شديدٍ مسلِّماً نفسَه لله، ثم أن أهل بيتهِ خرجوا يطلبونه، فلما وجدوه
سألوه عن أمرهِ، فأخبرهم بما حلَّ به، فأرادوا أن يأخذوه معهم، فامتنع. وفي
الليلةِ التالية، عاد إليه الشياطين، وضربوه، ولما كانت الليلة الثالثة، أتوه
أيضاً وضربوه حتى بقي فيه قليلُ نفسٍ، فلما رأى الله انكسارَ قلبهِ، منعهم
عنه، فهربوا وهم يقولون: «قد غلبتنا». ولم يعودوا إليه بعد ذلك، فسكن في
ذلك القبر بقية حياته بالزكاوةِ، واقتنى رهبنةً فاضلةً، وصار سبباً لرجوع
خطاةٍ كثيرين إلى التوبةِ».
كان شابٌ في المدينةِ قد صنع شروراً كثيرةً، وكان منغمساً في الخطايا،
وبرحمةِ الله، أحسَّ بعد ذلك بكثرةِ خطاياه، فحبس نفسَه في قبرٍ لكي ما
يتوب عما صدر منه، وطرح وجهَه على الأرضِ وهو يقول: «لا ينبغي لي
أن أرفعَ نظري إلى السماءِ لكثرة خطاياي، ولا أن أذكرَ اسمَ الله بفمي
النجس، ولا أن أصلي». وكان يقول في نفسِه: «إني لا أستأهل السُكنى مع
الناسِ الأحياء، ولكن مع الموتى». فحبس نفسَه في القبرِ وهو يائسٌ من
الحياةِ، وكان يتنهد من وجعِ قلبهِ، فلما انقضى أسبوعٌ وهو على هذه الحال،
أتاه بالليلِ أجنادُ الشياطين وهم يصيحون قائلين: «أين ذلك النجس الذي لم
يشبع من الدنس، هل يريد الآن أن يصير نصرانياً؟ ألا تنطلق بعجلةٍ من
ههنا، لأن الزناةَ والخمارين أصحابك يتوقعون حضورك إليهم، فاطرح عنك
هذا الأمرَّ البطال، فما الذي يحملك على أن تقتلَ نفسَك أيها الأرعن، إنما أنت
بجملتك لنا وقت وهبت لنا حياتك بعهودٍ، فأنت غريمٌ لنا، لماذا تهرب منا؟ ألا
تردَّ علينا جواباً؟ ألا تقوم وتذهب معنا»؟ أمَّا هو، فمن وجعِ قلبهِ لزم
السكوتَ، فلما كثُرَ عليه الكلامُ ولم يجبهم، حينئذ بدءوا يضربونه،
واستمروا يضربونه حتى مزَّقوا جسَده، فلم يستطع أن يتحركَ، كما لم
يقدروا أن يُزيغوه عن فكرِه الصالح. فتركوه مثل ميتٍ وانصرفوا وهو في
تنهدٍ شديدٍ مسلِّماً نفسَه لله، ثم أن أهل بيتهِ خرجوا يطلبونه، فلما وجدوه
سألوه عن أمرهِ، فأخبرهم بما حلَّ به، فأرادوا أن يأخذوه معهم، فامتنع. وفي
الليلةِ التالية، عاد إليه الشياطين، وضربوه، ولما كانت الليلة الثالثة، أتوه
أيضاً وضربوه حتى بقي فيه قليلُ نفسٍ، فلما رأى الله انكسارَ قلبهِ، منعهم
عنه، فهربوا وهم يقولون: «قد غلبتنا». ولم يعودوا إليه بعد ذلك، فسكن في
ذلك القبر بقية حياته بالزكاوةِ، واقتنى رهبنةً فاضلةً، وصار سبباً لرجوع
خطاةٍ كثيرين إلى التوبةِ».
sylvia skafi2- مشرف عام
- عدد الرسائل : 912
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
مواضيع مماثلة
» كيف تسلك في حرية حقيقية
» يسوع حبيبك قصة حقيقية
» لماذا اعيش قصة حقيقية
» مسابقى كبيرة كبيرة وجوائز حقيقية كمان
» يسوع حبيبك قصة حقيقية
» لماذا اعيش قصة حقيقية
» مسابقى كبيرة كبيرة وجوائز حقيقية كمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى